نشأة نزار قباني
اني الدمشقي الذي احترف الهوي....فاخضوضرت لغنائه الاعشاب
ولد نزار قباني في دمشق عام 1923 في حي مئذنة الشحم وهو من احياء دمشق العريقة وفي بيت من بيوتها القديمة لوالد يعمل في التجارة والعمل الوطني
اما امه كان اسمها (فايزة) فقد كانت امرأة علي قدر كبير من الثقافة وقد اعتبرت نزار ولدها المدلل بين اولادها وبناتها
يقول نزار:
أحببت أمي بتعلق فقد كنت ابنها المفضل ..المصروف لي اكثر من غيري والصنيبر واللحم تخفيه عن اخوتي تحت الارز لاستمتع بنصيب وافر منه وحدي
وقد كتب نزار لها في ديوانه الرسم بالكلمات الذي صدر في عام 1966 (خمس رسائل الي امي) وكان في المرحلة الدبلوماسية
أيا امي ..انا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف...فكيف يا أمي
غدوت أبا ...ولم أكبر
مضي عامان يا امي
وليل دمشق ..فل دمشق
دور دمشق
تسكن في خواطرنا
أما دمشق فكانت حبيبته المفضلة وكان يردد اسمها بخشوع وعمق يقول لها:
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدباء
فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي انت ..فاستلقي كاغنية
علي زراعي ولا تستوضحي السببا
انت النساء جميعا ما من امرأة
احببت بعدك الا خلتها كذبا
وكان يقول دائما:
لا تطلبوا مني اوراقي الثبوتية ..فأنا محصول دمشقي مئة بالمئة ..اللغة التي أكتب بها محصول دمشقي
أما مجموعة (دمشق نزار قباني) الصادرة عن دار الاهالي بدمشق عام 1995 فكتب نزار المقدمة تحت عنوان <دمشق...مهرجان الماء والياسمين> ويقول:
لا استطيع ان اكتب عن دمشق.. دون ان يعرش الياسمين علي اصابعي
ولا استطيع ان انطق اسمها ..دون ان يكتظ فمي بعصير المشمش والرمان والتوت والسفرجل
ولا استطيع ان اتذكرها دون ان تحط علي جدار ذاكرتي الف حمامة
كل اطفال العالم يقطعون لهم حبل مشيمتهم عندما يولدون الا انا
فان حبل مشيمتي ما زال مشدودا الي رحم دمشق منذ 21 لآذار 1923
انها معجزة طبية
ان يبقي طفل من الاطفال يبحث عن ثدي امه سبعين عاما
انا مسكون بدمشقي ..حتي حين لا اسكنها
اولياؤها مدفونون في داخلي
حاراتها تتقاطع فوق جسدي
قططها تعشق وتتزوج وتترك اطفالها عندي
دمشق ليست صورة منقولة عن الجنة
انها الجنة
وليست نسخة ثانية للقصيدة
انها القصيدة